ريكي-جو



 فتيات التاريخ - ريكي-جو (Rekijo - 歴女)

مؤخراً و في اليابان ، باتت النسوة يملنَ إلى التاريخ ! حتى صارت موضة دارجة هناك. الفتيات اليابانيات صرنَ يكثرن من التردد 
على المتاحف الأثرية و الحدائق التي تحمل أطلال لأحداث و مواقع لمعارك حصلت في قديم الزمان . 
و أشارت الإحصائيات مؤخراً 
في اليابان إلى زيادة عدد الزوار الإناث إلى قلاع الشوغن ، معابد الساموراي المعادة تشكيلُها ، و مكتبات بيع كُتب التاريخ. يرجح المراقبون إلى السبب في بروز "فتيات التاريخ" – وهي مسمى ثقافي و حضري جديد يعتقد البعض أنها إشارة إلى التعزيز للهواة النسوة اليابانية.


هذا الشيء عزز إرتدائهُن لـ أزياء الأبطال الذكور ذاك الزمان ، بما فيه من حملٍ للأسلحة من سيوف و رماح و ما شابه.
حتى البعض قد خضعن لتدريبات قتالية في فنون استعمال السيف و السهام. لعله ما يمددنهُن بالقوة من النماذج التاريخية المشهورة. 

Rekijo ، بالكانجي هي (歴女) و بالكانا (れきじょ) و تُقرأ ريكي – جو . مصطلح ريكي - جو و الذي يعني فتاة التاريخ ، يُطلق على الفتيات المهووسات بالشخصيات التاريخية. حرفياً كلمة ريكي (Reki - 歴) تعني التاريخ و جو (Jo - 女) الفتاة . أما جملة ريكيشي - سيكي نو جوشي (rekishizuki no josei - 歴史好きの女性 ) تعني فتيات يحببن التاريخ . في المعجم الياباني المعنى هو : الفتيات المتعلقات بشدة بالتاريخ الذي يُصور الشخصيات الشهيرة فيه ، في حقبة الإيدو ، الشوغن أو ما قبله. 


ظهر المصطلح لأول مرة عام 2005 وشاع أكثر مع عارضة الأزياء الشهيرة (آن واتانابي - إبنة الممثل كين واتانابي) التي أبدت اهتمامها عن طريق كتابة و إلقاء المحاضرات عن التاريخ أمام الملأ من معجبيها و محبين للتاريخ و هناك 
مُنحت لقب "الريكي – جو البارزة". و مع ظهور الإعلاميين الذي ساهموا أكثر في نشر الظاهرة بين الناس من بينهم ريو واتانابي عن طريق إنشاء مواقع إلكترونية ، موسيقى تاريخية ، برامج تلفزيونة و أخيراً مقاهي ليجتمع فيه محبو التاريخ . 

هذا كما صرحت هي نفسها في أحد اللقاءات التلفزيونية : " فتيات التاريخ متواجدات بشكل كبير في العالم الافتراضي و الواقعي معاً . المقصد من العالم الإفتراضي ، هو التقني الذي يشمل على الفتيات اللاتي تلعبن بألعاب الفيديو و لهن 
إهتمامات بشخصية واحدة فقط . أما بالنسبة للموجودات في العالم الحقيقي فهن أيضاً ممن يلعب ألعاب الفيديو لكن يقمن أيضاً بعمل بحوثٍ في كتب التاريخ أو مواقع الإنترنت لكسب المزيد من المعرفة. 

بما أن الريكي – جو مرتبطة بالتاريخ الياباني ، فلكلٍ شخصيتهُ المفضلة و حقبته الزمنية. بالنسبة لـ آن ،قالت في أحد المرات و هي في مقهى الريكي – جو أنها تفضل حقبة الشينسينغومي ( يعتبرون نخبة السيافين في اليابان في عصر الشوغن) فهم ببساطة يمثلون قوة العساكر.

تقول آن: "إن الشينسينغومي يحظون بشعبية كبيرة بين الفتيات اليابانيات لأن جميع الأعضاء من الشباب في سن المراهقة إلى أوائل الثلاثينيات. لقد أحدثوا تغييراً في اليابان ، و أهم جزءٍ في عصرهم هو تمكُننا من رؤيةِ بعض الصور الملتقطة لهم . هذه الطريقة تساعدنا كثيراً في تخيلهم بشكلٍ أفضل و الشعور بالاقتراب منهم ومن التاريخ ، مما يمنحُ شبابنا اليوم القوة و الثقة بالنفس." 

في الدراما التلفازية ، جميع شخصيات الشينسينغومي تُمثل من قبل أشهر و أصغر الممثلين اليابانيين المعروفين. يرجع السبب إلى تقديس الشخصيات التاريخية ، فحالهم كحال نجوم الروك آند رول في الغرب. 


الشينسونغومي ، هم نخبة السيافيين في عصر الشوغن ، مشهورون جداً بين النسوة المحبات للتاريخ. لدينا هنا صورة ملتقطة في عام 1868 تصور قائد الشينسينغومي. 

في الحقيقة بجانب كون الريكي- جو فتياتٍ عاديات مثلنا ممن يتابعن الأنيمي و المانجا و يتسلين بالألعاب الفيديو ، هن في الحقيقة لسنَ مهتمات بالتاريخ نفسه و لكن إهتماماتهن محصورة على الشخصيات التاريخية كرجال الساموراي من أمثال : داتي ماساموني ، سانادا يوكيمورا و علاقاتهم الشخصية .. بإختصارٍ شديد ، الريكي - جو مهتماتٌ بشخصيات التاريخ القدامى و الذكور بحد أدق لكونهم وسيمين ... و على وجهٍ أخص الشينسينغومي ، فلهم مكانةٌ خاصة في قلوبهن بكون جميع الأفراد شباب مراهقين ، بحيث ينظر إليهم كـ نجوم و مشاهير فحسب. 

وبكون المشاهير مميزون فلهم تسميةٌ خاصة كـ  ريكي- دورو (rekidol - 歴ドル) أو حرفياً ريكيشي- سيكي نو ايدورو ( rekishizuki no idol - 歴史好きのアイドル) أي نجم التاريخ المحبوب. لم تخلو الألعاب أو الأعمال التلفزيونية من تصويرهم بهذا الشكل الجميل الوسيم الرائع أملاُ في تسويق المنتجات ، ففي عام 2007 اشتهرت لعبتين بشكلٍ جنوني و هما : Sengoku Basara و Sengoku Musou. 



لدينا أيضاً ألعاب أوتومي مقتبسة لشخصيات الشينسينغومي التاريخية في لعبة Hakuouki المعروفة أيضاً بإسم سينغوكو أوتومي  (sengoku otome - 戦国乙女 ) قصتُها بشكل مختصر وقوع فتاة واحدة في حُب جميع أعضاء فرقة الشينسينغومي الوسيمين . 



لكن في وقتنا الحالي الأمور تغيرت مع لعبة Touken Ranbu و التي جاء فيها إقتباس لسيوف المحاربين و تحويلهم إلى شخصيات آدمية في صورة فتيان بغاية الوسامة. 



و أيضاَ هناك أعمال أخرى ظهرت مقتبسة لرواة اليابان كما جاء في انيمي Bungou Stray Dogs.